Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 23-24)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى آمراً بعبادته وحده لا شريك له ، فإن القضاء هٰهنا بمعنى الأمر . قال مجاهد { وَقَضَىٰ } يعنى وصّى ، ولهذا قرن بعبادته بر الوالدين فقال : { وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } أي وأمر بالوالدين إحساناً ، كقوله في الآية الأخرى : { أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } [ لقمان : 14 ] . وقوله : { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ } أي لا تسمعهما قولاً سيئاً حتى ولا التأفف الذي هو أدنى مراتب القول السيء ، { وَلاَ تَنْهَرْهُمَا } أي ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح ، كما قال عطاء { وَلاَ تَنْهَرْهُمَا } أي لا تنفض يدك عليهما ، ولما نهاه عن القول القبيح والفعل القبيح ، أمره بالقول الحسن والفعل الحسن . فقال : { وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } أي ليناً طيباً حسناً بتأدب وتوقير وتعظيم . { وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ } أي تواضع لهما بفعلك ، { وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } أي في كبرهما وعند وفاتهما . وقد جاء في بر الوالدين أحاديث كثيرة ، ( منها ) الحديث المروي من طرق عن أنس وغيره " أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر ثم قال : " آمين آمين آمين " ، قيل : يا رسول الله علام أمنت ؟ قال : " أتاني جبريل . فقال : يا محمد رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليك ، قل آمين ، فقلت آمين ، ثم قال رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم خرج فلم يغفر له ، قل آمين فقلت آمين ، ثم قال : رغم أنف رجل أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة . قل آمين ، فقلت آمين " ( حديث آخر ) : روى الإمام أحمد عن أبي مالك القشيري قال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه " ( حديث آخر ) : روى الإمام أحمد . عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف : رجل أدرك أحد أبويه أو كلاهما عنده الكبر ولم يدخل الجنة " ( حديث آخر ) : عن مالك بن ربيعة الساعدي قال : " بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من الأنصار ، فقال : يا رسول الله هل بقي علي من بر أبويّ شيء بعد موتهما أبرهما به ؟ قال : " نعم ، خصال أربع : الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما . وصلة الرحم التي لا رحم لك إلاّ من قبلهما ، فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما " ( حديث آخر ) : عن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله أردت الغزو . وجئتك أستشيرك . فقال : " فهل لك من أم ؟ " قال : نعم ، قال : " فالزمها فإن الجنة عند رجليها " ( حديث آخر ) : قال الحافظ البزار في " مسنده " عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه " أن رجلاً كان في الطواف حاملاً أمه يطوف بها . فسأل صلى الله عليه وسلم هل أديت حقها ؟ قال : " لا ، ولا بزفرة واحدة " " .