Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 54-55)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ } أيها الناس ، أي أعلم بمن يستحق منكم الهداية ومن لا يستحق ، { إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ } بأن يوفقكم لطاعته والإنابة إليه ، { أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ } يا محمد { عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } أي إنما أرسلناك نذيراً ، فمن أطاعك دخل الجنة ، ومن عصاك دخل النار . وقوله : { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي بمراتبهم في الطاعة والمعصية ، { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ } ، كما قال تعالى : { تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } [ البقرة : 253 ] ، وهذا لا ينافي ما ثبت في " الصحيحين " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تفضلوا بين الأنبياء " ، فإن المراد من ذلك هو التفضيل بمجرد التشهي والعصبية ، لا بمقتضى الدليل ، فإذا دل الدليل على شيء وجب اتباعه ، ولا خلاف أن الرسل أفضل من بقية الأنبياء ، وأن أولي العزم منهم أفضلهم ، وهم الخمسة المذكورون نصاً في آيتين من القرآن في سورة الأحزاب { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } [ الآية : 7 ] . وفي الشورى في قوله : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ } [ الآية : 13 ] ، ولا خلاف أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضلهم ، ثم بعده إبراهيم ، ثم موسى ، ثم عيسى عليهم السلام على المشهور ، وقد بسطناه بدلائله في غير هذا الموضع والله الموفق . وقوله تعالى : { وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } تنبيه على فضله وشرفه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خفف على داود القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرج فكان يقرؤه قبل أن يفرغ " يعني القرآن .