Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 98-99)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى هذا الذي جازيناهم به من البعث على العمى والبكم والصمم جزاؤهم الذي يستحقونه ، لأنهم كذبوا { بِآيَاتِنَا } أي بأدلتنا وحجتنا ، واستبعدوا وقوع البعث ، { وَقَالُواْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً } ، أي بالية نخرة { أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } أي بعد ما صرنا إلى ما صرنا إليه ، من البلى والهلاك ، والتفرق والذهاب في الأرض ، نعاد مرة ثانية ؟ فاحتج تعالى عليهم ونبههم على قدرته على ذلك بأنه خلق السماوات والأرض ، فقدرته على إعادتهم أسهل من ذلك . كما قال : { لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ } [ غافر : 57 ] ، وقال : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ } [ الأحقاف : 33 ] الآية ، وقال : { أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيم } [ يس : 81 ] ، وقال هٰهنا : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ } أي يوم القيامة يعيد أبدانهم وينشئهم نشأة أخرى ، كما بدأهم ، وقوله : { وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ } أي جعل لإعادتهم وإقامتهم من قبورهم أجلاً مضروباً ومدة مقدرة لا بد من انقضائها ، كما قال تعالى : { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ } [ هود : 104 ] ، وقوله : { فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ } أي بعد قيام الحجة عليهم { إِلاَّ كُفُوراً } : إلاّ تمادياً في باطلهم وضلالهم .