Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 110-110)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لرسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه { قُلْ } لهؤلاء المشركين المكذبين برسالتك إليهم { إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } ، فمن زعم أني كاذب فليأت بمثل ما جئت به ، فإني لا أعلم الغيب فيما أخبرتكم به من الماضي ، عما سألتم من قصة أصحاب الكهف ، وخبر ذي القرنين ، مما هو مطابق في نفس الأمر ، لولا ما أطلعني الله عليه ، وإنما أخبركم { أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ } الذي أدعوكم إلى عبادته { إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } لا شريك له ، { فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ } أي ثوابه وجزاءه الصالح { فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً } ما كان موافقاً لشرع الله ، { وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً } وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له ، وهذان ركنا العمل المتقبل ، لا بدَّ أن يكون خالصاً لله ، صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد روي عن طاووس قال : قال رجل : يا رسول الله ! إني أقف المواقف أريد وجه الله ، وأحب أن يرى موطني ، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ، حتى نزلت هذه الآية { فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً } ، وجاء رجل إلى عبادة بن الصامت ، فقال أنبئني عما أسألك عنه ، أرأيت رجلاً يصلي يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ، ويصوم يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ، ويتصدق يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ، ويحج يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ، فقال عبادة : ليس له شيء ، إن الله تعالى يقول : أنا خير شريك ، فمن كان معي شريك فهو له كله لا حاجة لي فيه . وروى الإمام أحمد ، عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه بكى . فقيل له : ما يبكيك ؟ قال شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبكاني . سمعت رسول الله يقول : " " أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية " ، قلت : يا رسول الله ! أتشرك أمتك من بعدك ؟ قال : " نعم ، أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ، ولكن يراؤون بأعمالهم ، والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائماً فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه " " ( حديث آخر ) : قال الإمام أحمد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن الله عزَّ وجلَّ أنه قال : " أنا خير الشركاء ، فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه وهو للذي أشرك " ( حديث آخر ) : قال الإمام أحمد ، عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري ، وكان من الصحابة أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد : من كان أشرك في عمل عمله لله أحداً فليطلب ثوابه من عند غير الله ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك " ( حديث آخر ) : عن أنَس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة ، في صحف مختمة ، فيقول الله : ألقوا هذا واقبلوا هذا ، فتقول الملائكة : يا رب ، والله ما رأينا منه إلاّ خيراً ، فيقول : إن عمله كان لغير وجهي ، ولا أقبل اليوم من العمل إلاّ ما أريد به وجهي " وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه عزّ وجلّ " .