Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 83-84)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم { وَيَسْأَلُونَكَ } يا محمد { عَن ذِي ٱلْقَرْنَيْنِ } أي عن خبره ، وقد قدمنا أنه بعث كفار مكة إلى أهل الكتاب ، يسألون منهم ما يمتحنون به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : سلوه عن رجل طواف في الأرض ، وعن فتية ما يدري ما صنعوا ، وعن الروح ، فنزلت سورة الكهف وقد ذكر الأزرقي وغيره أنه طاف بالبيت مع إبراهيم الخليل عليه السلام أول ما بناه وآمن به ، وتبعه ، وكان وزيره الخضر عليه السلام ، وقد ذكرنا طرفاً صالحاً من أخباره في كتاب " البداية والنهاية " بما فيه كفاية والحمد لله . وقال بعض أهل الكتاب ، سمّي ذا القرنين لأنه ملك الروم وفارس ، وقال بعضهم : كان في رأسه شبه القرنين . وقال سفيان الثوري ، عن أبي الطفيل : سئل علي رضي الله عنه عن ذي القرنين فقال : كان عبداً ناصحاً لله فناصحه ، دعا قومه لله فضربوه على قرنه فمات ، فسمي ذا القرنين ، ويقال إنه سمي ذا القرنين لأنه بلغ المشارق والمغارب من حيث يطلع قرن الشمس ويغرب . وقوله : { إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي ٱلأَرْضِ } أي أعطيناه ملكاً عظيماً ، ممكناً فيه من جميع ما يؤتى الملوك من التمكين والجنود وآلات الحرب والحضارات ، ولهذا ملك المشارق والمغارب من الأرض ، ودانت له البلاد وخضعت له ملوك العباد . وخدمته الأمم من العرب والعجم ، ولهذا ذكر بعضهم أنه إنما سمي ذا القرنين لأنه بلغ قرني الشمس مشرقها ومغربها ، وقوله : { وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً } ، قال ابن عباس : يعني علماً ، وقال قتادة : منازل الأرض وأعلامها ، وقال عبد الرحمٰن بن زيد ، تعليم الألسنة ، قال : كان لا يغزو قوماً إلاّ كلمهم بلسانهم ، وعن حبيب بن حماد قال : كنت عند علي رضي الله عنه ، وسأله رجل عن ذي القرنين ، كيف بلغ المشرق والمغرب ؟ فقال : سبحان الله سخّر له السحاب وقدر له الأسباب وبسط له اليد .