Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 54-54)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذه صفة توبته تعالى على بني إسرائيل من عبادة العجل ، حين وقع في قلوبهم من شأن عبادتهم العجل ما وقع { فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ } أي إلى خالقكم . وفي قوله هٰهنا { إِلَىٰ بَارِئِكُمْ } تنبيه على عظم جرمهم ، أي فتوبوا إلى الذي خلقكم وقد عبدتم معه غيره ، قال ابن جرير بسنده عن ابن عباس : أمر موسى قومه عن أمر ربه عز وجل أن يقتلوا أنفسهم قال : وأخبر الذين عبدوا العجل فجلسوا ، وقام الذين لم يعكفوا على العجل فأخذوا الخناجر بأيديهم ، وأصابتهم ظلمة شديدة فجعل يقتل بعضهم بعضاً ، فانجلت الظلمة عنهم وقد جلوا عن سبعين ألف قتيل ، كلٌّ من قتل منهم كانت له توبة ، وكل من بقي كانت له توبة . وقال السدي : في قوله : { فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } قال : فاجتلد الذين عبدوه والذين لم يعبدوه بالسيوف ، فكان من قتل من الفريقين شهيداً حتى كثر القتل حتى كادوا أن يهلكوا ، حتى قتل منهم سبعون ألفاً وحتى دعا موسى وهارون ربنا أهلكت بني إسرائيل ربنا البقية الباقية ، فأمرهم أن يلقوا السلاح وتاب عليهم ، فكان من قتل منهم من الفريقين شهيداً ، ومن بقي مكفراً عنه فذلك قوله : { فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } . وقال ابن إسحاق : لما رجع موسى إلى قومه وأحرق العجل وذراه في اليم خرج إلى ربه بمن اختار من قومه فأخذتهم الصاعقة ثم بعثوا ، فسأل موسى ربه التوبة لبني إسرائيل من عبادة العجل فقال : لا إلا أن يقتلوا أنفسهم ، قال : فبلغني أنهم قالوا لموسى نصبر لأمر الله ، فأمر موسى من لم يكن عَبَد العجل أن يقتل من عبده ، فجعلوا يقتلونهم ، فهش موسى ، فبكى إليه النساء والصبيان يطلبون العفو عنهم فتاب الله عليهم وعفا عنهم ، وأمر موسى أن ترفع عنهم السيوف ، وقال عبد الرحمٰن بن زيد : لما رجع موسى إلى قومه ، وكانوا سبعين رجلاً قد اعتزلوا مع هارون العجل لم يعبدوه ، فقال لهم موسى : انطلقوا إلى موعد ربكم ، فقالوا : يا موسى ما من توبة ؟ قال : بلى { فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ } الآية ، فاخترطوا السيوف والخناجر والسكاكين ، قال : وبعث عليهم ضبابة فجعلوا يتلامسون بالأيدي ويقتل بعضهم بعضاً ، ويلقي الرجل أباه وأخاه فيقتله وهو لا يدري . قال : ويتنادون فيها رحم الله عبداً صبر نفسه حتى يبلغ الله رضاه ، قال فقتلاهم شهداء وتيب على أحيائهم ثم قرأ : { فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } .