Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 90-90)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال السدي : { بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ } باعوا به أنفسهم ، يقول : بئسما اعتاضوا لأنفسهم فرضوا به وعدلوا إليه من الكفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم عن تصديقه ومؤازرته ونصرته ، وإنما حملهم على ذلك البغيُ والحسدُ والكراهية لـ { أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } ولا حسد أعظم من هذا . ومعنى ( باؤا ) استوجبوا واستحقوا واستقروا بغضب على غضب . قال أبو العالية : غضب الله عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى ، ثم غضب الله عليهم بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن . قال السدي : أما الغضب الأول فهو حين غضب عليهم في العجل ، وأما الغضب الثاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وعن ابن عباس مثله . وقوله تعالى : { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } لما كان كفرهم سببه البغي والحسد ومنشأ ذلك التكبر قوبلوا بالإهانة والصغار في الدنيا والآخرة كما قال تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [ غافر : 60 ] أي صاغرين حقيرين ذليلين . وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس يعلوهم كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجناً في جهنم يقال له ( بولس ) تعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار " .