Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 105-108)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ } أي هل تبقى يوم القيامة أو تزول ؟ { فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } أي يذهبها عن أماكنها ويمحقها ويسيرها تسييراً { فَيَذَرُهَا } أي الأرض { قَاعاً صَفْصَفاً } أي بساطاً واحداً ، والقاع هو المستوي من الأرض ، والصفصف تأكيد لمعنى ذلك ، وقيل الذي لا نبات فيه ، والأول أولى ، وإن كان الآخر مراداً أيضاً باللازم ، ولهذا قال : { لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً } لا ترى في الأرض يومئذٍ وادياً ولا رابية ولا مكاناً منخفضاً ولا مرتفعاً ، كذا قال ابن عباس وغير واحد من السلف { يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ } : أي يوم يرون هذه الأحوال ، يستجيبون مسارعين إلى الداعي حيثما أمروا بادروا إليه ، ولو كان هذا في الدنيا لكان أنفع لهم ، ولكن حيث لا ينفعهم كما قال تعالى : { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا } [ مريم : 38 ] ، وقال { مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ } [ القمر : 8 ] وقال محمد القرظي : يحشر الله الناس يوم القيامة في ظلمة ، وتطوى السماء وتتناثر النجوم وتذهب الشمس والقمر ، وينادي مناد فيتبع الناس الصوت يؤمونه ، فذلك قوله : { يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ } . وقال قتادة : لا عوج له لا يميلون عنه ، وقال أبو صالح : لا عوج له لا عوج عنه ، { وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ } قال ابن عباس : سكنت ، وكذا قال السدي ، { فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } قال سعيد بن جبير عن ابن عباس : يعني وطء الأقدام . وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } الصوت الخفي ، وقال سعيد بن جبير : الحديث وسره ، ووطء الأقدام ، فقد جمع سعيد كلا القولين ، وهو محتمل ، أما وطء الأقدام فالمراد سعي الناس إلى المحشر وهو مشيهم في سكون وخضوع ، وأما الكلام الخفي فقد يكون في حال دون حال ، فقد قال تعالى { يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ } [ هود : 105 ] .