Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 77-79)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى مخبراً : أنه أمر موسى عليه السلام حين أبى فرعون أن يرسل معه بني إسرائيل أن يسري بهم في الليل ، ويذهب بهم من قبضة فرعون ، وذلك أن موسى لما خرج ببني إسرائيل أصبحوا وليس منهم بمصر لا داع ولا مجيب ، فغضب فرعون غضباً شديداً ، وأرسل من يجمعون له الجند من بلدانه ، ثم لما جمع جنده واستوثق له جيشه ، ساق في طلبهم فاتبعوهم مشرقين ، أي عند طلوع الشمس ، { فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ } [ الشعراء : 61 ] : أي نظر كل من الفريقين إلى الآخر ، { قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } [ الشعراء : 61 - 62 ] ووقف ببني إسرائيل أمامهم ، وفرعون وراءهم ، فعند ذلك أوحى الله إليه : { فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً } فضرب البحر بعصاه ، فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، أي الجبل العظيم ، فأرسل الله الريح على أرض البحر ، فلفحته حتى صار يابساً كوجه الأرض ، فلهذا قال { فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً } : أي من فرعون { وَلاَ تَخْشَىٰ } يعني من البحر أن يغرق قومك ، ثم قال تعالى { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ } : أي البحر { مَا غَشِيَهُمْ } وهذا يقال عند الأمر المعروف المشهور كما قال تعالى : { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ } [ النجم : 53 - 54 ] .