Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 95-98)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول موسى عليه السلام للسامري : ما حملك على ما صنعت ؟ وما الذي عرض لك حتى فعلت ما فعلت ؟ عن ابن عباس قال : كان السامري رجلاً من أهل باجر ، وكان من قوم يعبدون البقر وكان حب عبادة البقر في نفسه ، وكان قد أظهر الإسلام مع بني إسرائيل ، وكان اسمه ( موسى بن ظفر ) ، وفي رواية عن ابن عباس أنه كان من كرمان ، وقال قتادة : كان من قرية سامرا ، { قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ } : أي رأيت جبريل حين جاء لهلاك فرعون { فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ } اي من أثر فرسه ، هذا هو المشهور عند كثير من المفسرين ، أو أكثرهم ، وقال مجاهد : من تحت حافر فرس جبريل ، قال : والقبضة ملء الكف ، والقبضة بأطراف الأصابع ، قال مجاهد : نبذ السامري ، أي ألقى ما كان في يده على حلية بني إسرائيل ، فانسبك عجلاً جسداً له خوار ، حفيف الريح فيه فهو خواره . وقال ابن أبي حاتم ، عن عكرمة : إن السامري رأى الرسول فألقى في روعه أنك إن أخذت من أثر هذا الفرس قبضة فألقيتها في شيء فقلت له كن فكان ، فقبض قبضة من أثر الرسول فيبست أصابعه على القبضة ، فلما ذهب موسى للميقات ، وكان بنو إسرائيل قد استعاروا حلى آل فرعون ، فقال لهم السامري : إن ما أصابكم من أجل هذا الحلي ، فاجمعوه فجمعوه ، فأوقدوا عليه فذاب ، فرآه السامري ، فألقي في روعه : أنك لو قذفت هذه القبضة في هذه ، فقلت كن فكان ، فقذف القبضة وقال : كن فكان عجلاً جسداً له خوار ، فقال { هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ } [ طه : 88 ] ، ولهذا قال { فَنَبَذْتُهَا } أي ألقيتها مع من ألقى ، { وَكَذٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي } : أي حسنته وأعجبها إذ ذاك { قَالَ فَٱذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ } : أي كما أخذت ومسست ما لم يكن لك أخذه ومسه من أثر الرسول ، فعقوبتك في الدنيا أن تقول لا مساس ، أي لا تماس الناس ولا يمسونك ، { وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً } أي يوم القيامة { لَّن تُخْلَفَهُ } أي لا محيد لك عنه . وقال قتادة { أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ } قال : عقوبة لهم ، وبقاياهم اليوم يقولون لا مساس : وقوله { وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُ } قال الحسن : لن تغيب عنه . وقوله { وَٱنظُرْ إِلَىٰ إِلَـٰهِكَ } أي معبودك { ٱلَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً } أي أقمت على عبادته يعني العجل ، { لَّنُحَرِّقَنَّهُ } قال السدي : سحلة بالمبارد وألقاه على النار ، وقال قتادة استحال العجل من الذهب لحماً ودماً ، فحرقه بالنار ، ثم ألقى رماده في البحر ، ولهذا قال : { ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي ٱلْيَمِّ نَسْفاً } . وقوله تعالى : { إِنَّمَآ إِلَـٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } يقول لهم موسى عليه السلام . ليس هذا إلهكم إنما إلهكم الله الذي لا يستحق ذلك على العباد إلاّ هو ، ولا تنبغي العبادة إلاّ له ، فإن كل شيء فقير إليه عبد له ، وقوله : { وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } أي هو عالم بكل شيء ، أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عدداً ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة ، كما قال تعالى : { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [ هود : 6 ] والآيات في هذا كثيرة جداً .