Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 36-37)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لنبيّه صلوات الله وسلامه عليه : { وَإِذَا رَآكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } يعني كفار قريش كأبي جهل وأشباهه { إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً } أي يستهزئون بك وينتقصونك ، يقولون { أَهَـٰذَا ٱلَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ } ؟ يعنون أهذا الذي يسب آلهتكم ويسفه أحلامكم ، قال تعالى : { وَهُمْ بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ } أي وهم كافرون بالله ومع هذا يستهزئون برسول الله كما قال في الآية الأخرى : { وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً } [ الفرقان : 41 ] ؟ وقوله : { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } كقوله : { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً } [ الإسراء : 11 ] أي في الأمور . والحكمة في ذكر عجلة الإنسان هٰهنا ، أنه لما ذكر المستهزئين بالرسول صلوات الله وسلامه عليه ، وقع في النفوس سرعة الانتقام منهم واستعجلت ذلك ، فقال الله تعالى : { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } لأنه تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، يؤجل ثم يعجل ، وينظر ثم لا يؤخر ، ولهذا قال : { سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي } أي نقمي وحكمي واقتداري على من عصاني { فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } .