Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 51-56)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام أنه آتاه رشده من قبل ، أي من صغره ألهمه الحق والحجة على قومه كما قال تعالى : { وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ آتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ } [ الأنعام : 83 ] ، والمقصود أن الله تعالى أخبر أنه قد آتى إبراهيم رشده من قبل أي من قبل ذلك ، وقوله : { وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ } أي وكان أهلاً لذلك ، ثم قال : { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } هذا هو الرشد الذي أوتيه من صغره الإنكار على قومه في عبادة الأصنام من دون الله عزّ وجلّ ، فقال : { مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } : أي معتكفون على عبادتها ، قال ابن أبي حاتم : مرَّ علي رضي الله عنه على قوم يلعبون بالشطرنج ، فقال : ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟ لأن يمس أحدكم جمراً حتى يطفأ خير له من أن يمسها ، { قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ } لم يكن لهم حجة سوى صنيع آبائهم الضلال ، ولهذا قال : { لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي الكلام مع آبائكم الذين احتججتم بصنيعهم كالكلام معكم ، فأنتم وهم في ضلال على غير الطريق المستقيم ، فلما سفه أحلامهم وضلل آباءهم واحتقر آلهتهم { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللاَّعِبِينَ } ؟ يقولون : هذا الكلام الصادر عنك تقوله لاعباً أو محقاً فيه فإنا لم نسمع به قبلك . { قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ٱلَّذِي فطَرَهُنَّ } أي ربكم الذي لا إلٰه غيره وهو الذي خلق السماوات والأرض وما حوت من المخلوقات ، الذي ابتدأ خلقهن وهو الخالق لجميع الأشياء { وَأَنَاْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } أي وأنا أشهد أنه لا إلٰه غيره ولا رب سواه .