Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 30-31)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : هذا الذي أمرنا به من الطاعات في أداء المناسك وما يلقى عليها من الثواب الجزيل ، { وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ ٱللَّهِ } أي ومن يجتنب معاصيه ومحارمه ، { فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } أي فله على ذلك خير كثير وثواب جزيل ، فكما على فعل الطاعات ثواب كثير وأجر جزيل ، كذلك على ترك المحرمات واجتناب المحظورات . قال مجاهد في قوله : { ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ ٱللَّهِ } قال : المحرمات مكة والحج والعمرة وما نهى الله عنه من معاصيه كلها ، وقوله : { وَأُحِلَّتْ لَكُمُ ٱلأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُم } أي أحللنا لكم جميع الأنعام ، وقوله : { إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } أي من تحريم { ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ } [ المائدة : 3 ] الآية ، قال ذلك ابن جرير وحكاه عن قتادة ، وقوله : { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ } ، أي اجتنبوا الرسج الذي هو الأوثان ، وقرن الشرك بالله بقول الزور ، كقوله : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْيَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [ الأعراف : 33 ] ومنه شهادة الزور . وفي " الصحيحين " عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ لنا : بلى يا رسول الله قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين - وكان متكئاً فجلس - فقال : ألا وقول الزور ، ألا وشهادة الزور " ؛ فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت . وعن خريم بن فاتك الأسدي قال : " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فلما انصرف قام قائماً ، فقال : " عدلت شهادة الزور الإشراك بالله عز وجلَّ " ، ثم تلا هذه الآية : { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ * حُنَفَآءَ للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } ، وقوله : { حُنَفَآءَ للَّهِ } : أي مخلصين له الدين منحرفين عن الباطل قصداً إلى الحق ولهذا قال : { غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } ثم ضرب للمشرك مثلاً في ضلاله وهلاكه وبعده عن الهدى ، فقال : { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } أي سقط منها ، { فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ } أي تقطعه الطيور في الهواء ، { أَوْ تَهْوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } أي بعيد ، مهلك لمن هوى فيه ، ولهذا جاء في حديث البراء : أن الكافر إذا توفته ملائكة الموت وصعدوا بروحه إلى السماء ، فلا تفتح له أبواب السماء ، بل تطرح روحه طرحاً من هناك ، ثم قرأ هذه الآية : { فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } .