Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 117-118)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى متوعداً من أشرك به غيره وعبد معه سواه ، ومخبراً أن من أشرك بالله لا برهان له ، أي لا دليل له على قوله ، فقال تعالى : { وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } وهذه جملة معترضة ، وجواب الشرط في قوله : { فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ } أي الله يحاسبه على ذلك ؛ ثم أخبر { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ } : أي لديه يوم القيامة لا فلاح لهم ولا نجاة . قال قتادة : " ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل : " ما تعبد ؟ " قال : أعبد الله وكذا وكذا حتى عدّ أصناماً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأيهم إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك ؟ " قال : الله عزَّ وجلَّ ، قال : " فأيهم إذا كانت لك حاجة فدعوته أعطاكها ؟ " قال : الله عزَّ وجلَّ ، قال : " فما يحملك على أن تعبد هؤلاء معه أم حسبت أن تغلب عليه " قال : أردت شكره بعبادة هؤلاء معه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعلمون ولا يعلمون " ، فقال الرجل بعدما أسلم : لقيت رجلاً خصمني " وقوله تعالى : { وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } هذا إرشاد من الله تعالى إلى هذا الدعاء ، فالغفر إذا أطلق ، معناه محو الذنب وستره عن الناس ، والرحمة معناها أن يسدده ويوفقه في الأقوال والأفعال .