Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 63-63)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال ابن عباس : كانوا يقولون يا محمد ، يا أبا القاسم ، فنهاهم الله عزَّ وجلَّ عن ذلك إعظاماً لنبيه صلى الله عليه وسلم ، قال : فقولوا يا نبي الله ، يا رسول الله ، وقال قتادة : أمر الله أن يهاب نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يبجل وأن يعظم وأن يسود ، وقال مقاتل في قوله : { لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } يقول : لا تسموه إذا دعوتموه يا محمد ، ولا تقولوا : يا ابن عبد الله ، ولكن شرفوه فقولوا : يا نبي الله ، يا رسول الله ، وهذا كقوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } [ الحجرات : 2 ] ، فهذا كله من باب الأدب في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم والكلام معه وعنده ، كما أمروا بتقديم الصدقة قبل مناجاته ، والقول الثاني في ذلك أن المعنى في : { لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَآءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } أي لا تعتقدوا أن دعاءه على غيره كدعاء غيره ، فإن دعاءه مستجاب ، فاحذروا أن يدعو عليكم فتهلكوا ، حكاه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن البصري ، والأول أظهر ، والله أعلم . وقوله تعالى : { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً } قال مقاتل : هم المنافقون كان يثقل عليهم الحديث في يوم الجمعة ، فيلوذون ببعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى يخرجوا من المسجد ، وكان إذا أراد أحدهم الخروج أشار بأصبعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيأذن له من غير أن يتكلم الرجل ، وقال السدي : كانوا إذا كانوا معه في جماعة لاذ بعضهم ببعض حتى يتغيبوا عنه فلا يراهم ، وقال قتادة في قوله { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً } يعني لواذاً عن نبي الله وعن كتابه ، وقال سفيان { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً } قال : من الصف ، وقال مجاهد في الآية : { لِوَاذاً } خلافاً ، وقوله : { فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ } أي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله منهجه وطريقته وسنته وشريعته ، كما ثبت في " الصحيحين " وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " ، أي فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطناً وظاهراً { أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ } أي في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة { أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي في الدنيا بقتل أو حد أو حبس و نحو ذلك ، كما روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب اللائي يقعن في النار يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها ، قال : فذلك مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزكم عن النار ، هلم عن النار ، فتغلبوني وتتقحمون فيها " .