Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 153-159)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن ثمود في جوابهم لنبيهم ( صالح ) عليه السلام ، حين دعاهم إلى عبادة ربهم عزَّ وجلَّ أنهم { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } قال مجاهد وقتادة : يعنون من المسحورين ، يقولون : إنما أنت في قولك هذا مسحور لا عقل لك ، ثم قالوا { مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } يعني فكيف أوحي إليك دوننا ، كما قالوا في الآية الأخرى { أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } [ القمر : 25 ] ثم إنهم اقترحوا عليه آية يأتيهم بها ليعلموا صدقه بما جاءهم به من ربهم ، وقد اجتمع ملؤهم وطلبوا منه أن يخرج لهم الآن من هذه الصخرة ناقة عشراء ، وأشاروا إلى صخرة عندهم من صفتها كذا وكذا ، فعند ذلك أخذ عليهم نبي الله صالح العهود والمواثيق لئن أجابهم إلى ما سألوا ليؤمنن به وليتبعنه ، فأعطوه ذلك ، فقام نبي الله صالح عليه السلام فصلى ثم دعا الله عزَّ وجلَّ أن يجيبهم إلى سؤالهم ، فانفطرت تلك الصخرة التي أشاروا إليها عن ناقة عشراء على الصفة التي وصفوها ، فآمن بعضهم وكفر أكثرهم { قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } يعني ترد ماءكم يوماً ويوماً تردونه أنتم ، { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ } فحذرهم نقمة الله إن أصابوها بسوء ، فمكثت الناقة بين أظهرهم حيناً من الدهر ترد الماء ، وتأكل الورق والمرعى وينتفعون بلبنها يحلبون منها ما يكفيهم شرباً ورياً ؛ فلما طال عليهم الأمد وحضر أشقاهم تمالأوا على قتلها وعقرها { فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ ٱلْعَذَابُ } وهو أن أرضهم زلزلت زلزالاً شديداً ، وجاءتهم صيحة عظيمة اقتلعت القلوب من محالها ، وأتاهم من الأمر ما لم يكونوا يحتسبون ، وأصبحوا في ديارهم جاثمين { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } .