Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 1-6)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قد تقدم الكلام في سورة البقرة على الحروف المقطعة في أوائل السور ، وقوله تعالى : { تِلْكَ آيَاتُ } أي هذه آيات { ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } أي بيِّن واضح ، { هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } أي إنما تحصل الهداية والبشارة من القرآن ، لمن آمن به واتبعه وصدقه وعمل بما فيه ، وأقام الصلاة المكتوبة ، وآتى الزكاة المفروضة ، وأيقن بالدار الآخرة ، والبعث بعد الموت ، والجزاء على الأعمال خيرها وشرها ، والجنة والنار ، كما قال تعالى : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ } [ فصلت : 44 ] الآية ، وقال تعالى : { لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً } [ مريم : 97 ] ، ولهذا قال تعالى هٰهنا : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } أي يكذبون بها ويستبعدون وقوعها ، { زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ } أي حسناً لهم ما هم فيه ، ومددنا لهم في غيهم ، فهم يتيهون في ضلالهم ، كما قال تعالى : { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [ الأنعام : 110 ] الآية ، { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } أي في الدنيا والآخرة { وَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } أي ليس يخسر سواهم من أهل المحشر ، وقوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } أي { وَإِنَّكَ } يا محمد { لَتُلَقَّى } أي لتأخذ { ٱلْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } أي من عند حكيم عليم أي حكيم في أمره ونهيه ، عليم بالأمور جليلها وحقيرها ، فخبره هو الصدق المحض ، وحكمه هو العدل التام ، كما قال تعالى : { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً } [ الأنعام : 115 ] .