Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 36-37)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذكر غير واحد من المفسرين أنها بعثت إليه بهدية عظيمة ، من ذهب وجواهر ولآلئ وغير ذلك ، والصحيح أنها أرسلت إليه بآنية من ذهب ، فلم ينظر سليمان إلى ما جاءوا به بالكلية ولا أعتنى به بل أعرض عنه ، وقال منكراً عليهم { أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ } أي أتصانعونني بمال لأترككم على شركم وملككم ؟ { فَمَآ آتَانِيَ ٱللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّآ آتَاكُمْ } أي الذي أعطاني الله من الملك والمال والجنود ، خير مما أنتم فيه { بَلْ أَنتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ } أي أنتم الذين تنقادون للهدايا والتحف ، وأما أنا فلا أقبل منكم إلاّ الإسلام أو السيف ، قال ابن عباس رضي الله عنه : أمر سليمان الشياطين فموهوا له ألف قصر من ذهب وفضة ، فلما رأت رسلها ذلك قالوا : ما يصنع هذا بهديتنا ؟ وفي هذا جواز تهيؤ الملوك وإظهارهم الزينة للرسل والقصاد { ٱرْجِعْ إِلَيْهِمْ } أي بهديتهم ، { فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا } أي لا طاقة لهم بقتالهم { وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ أَذِلَّةً } أي ولنخرجنهم من بلدتهم أذلة ، { وَهُمْ صَاغِرُونَ } أي مهانون مدحورون ، فلما رجعت إليها رسلها بهديتها وبما قال سليمان سمعت وأطاعت هي وقومها ، وأقبلت تسير إليه في جنودها خاضعة ذليلة معظمة لسليمان ناوية متابعته في الإسلام ، ولما تحقق سليمان عليه السلام قدومهم عليه ووفودهم إليه فرح بذلك وسره .