Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 54-58)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن عبده ورسوله ( لوط ) عليه السلام أنه أنذر قومه نقمة الله بهم في فعلهم الفاحشة ، التي لم يسبقهم إليها أحد من بني آدم ، وهي ( إتيان الذكور ) دون الإناث ، وذلك فاحشة عظيمة استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، فقال { أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } أي يرى بعضكم بعضاً وتأتون في ناديكم المنكر { أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } أي لا تعرفون شيئاً لا طبعاً ولا شرعاً كما قال في الآية الأخرى : { أَتَأْتُونَ ٱلذُّكْرَانَ مِنَ ٱلْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ } [ الشعراء : 165 - 166 ] { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } أي يتحرجون من فعل ما تفعلونه ومن إقراركم على صنيعكم ، فأخرجوهم من بين أظهركم فإنهم لا يصلحون لمجاورتكم في بلادكم ، فعزموا على ذلك فدمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ، قال الله تعالى : { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } أي من الهالكين مع قومها ، لأنها كانت ردءاً لهم على دينهم ، وعلى طريقتهم في رضاها بأفعالهم القبيحة ، فكانت تدل قومها على ضيفان لوط ليأتوا إليهم ، وقوله تعالى : { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً } أي حجارة من سجيل منضود ، ولهذا قال : { فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ } أي الذين قامت عليهم الحجة ، ووصل إليهم الإنذار ، فخالفوا الرسول وكذبوه وهموا بإخراجه من بينهم .