Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 60-61)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن حقارة الدنيا وما فيها من الزينة الدنيئة والزهرة الفانية ، بالنسبة إلى ما أعده الله لعباده الصالحين في الدار الآخرة ، من النعيم العظيم المقيم ، كما قال تعالى : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ } [ النحل : 96 ] ، وقال : { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ } [ آل عمران : 198 ] ، وقال : { وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ } [ الرعد : 26 ] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله ما الحياة الدنيا في الآخرة إلاّ كما يغمس أحدكم أصبعه في اليم فلينظر ماذا يرجع إليه " ، وقوله تعالى : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } ؟ أي أفلا يعقل من يقدم الدنيا على الآخرة ، وقوله تعالى : { أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } ، يقول تعالى : أفمن هو مؤمن مصدق بما وعده الله على صالح الأعمال من الثواب ، كمن هو كافر مكذب بلقاء الله ووعده ووعيده فهو ممتع في الحياة الدنيا أياماً قلائل { ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } ؟ قال مجاهد : من المعذبين ، وهذا كقوله تعالى : { وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } [ الصافات : 57 ] ، وقال تعالى : { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } [ الصافات : 158 ] .