Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 76-77)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عن ابن عباس قال في قوله تعالى : { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ } قال : كان ابن عمه ، وقال ابن جريج : هو قارون بن يصهب بن قاهث ، وموسى بن عمران بن قاهث ، وزعم محمد بن إسحاق أن قارون كان عم موسى بن عمران عليه السلام ، وأكثر أهل العلم على أنه كان ابن عمه والله أعلم ، وقال قتادة : كنا نحدث أنه كان ابن عم موسى ، وكان يسمى المنور لحسن صوته بالتوراة ، ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري ، فأهلكه البغي لكثرة ماله ، وقوله : { وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ } أي الأموال { مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ } أي ليثقل حملها الفِئام من الناس لكثرتها ، قال الأعمش : كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود ، كل مفتاح على خزانة على حدته ، فإذا ركب حملت على ستين بغلاً أغر محجلاً ، وقيل غير ذلك والله أعلم ، وقوله : { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } أي وعظه فيما هو فيه صالحو قومه ، فقالوا على سبيل النصح والإرشاد : لا تفرح بما أنت فيه ، يعنون لا تبطر بما أنت فيه من المال { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } . قال ابن عباس : يعني المرحين ، وقال مجاهد : يعني الأشرين البطرين ، الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم ، وقوله : { وَٱبْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا } أي استعمل ما وهبك الله من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة في طاعة ربك ، والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل لك بها الثواب في الدنيا والآخرة ، { وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا } أي مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح ، فإن لربك عليك حقاً ولنفسك عليك حقاً ، ولأهلك عليك حقاً ، ولزوجك عليك حقاً ، فآت كل ذي حق حقه ، { وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ } أي أحسن إلى خلقه كما أحسن هو إليك ، { وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِي ٱلأَرْضِ } أي لا تكن همتك بما أنت فيه أن تفسد به في الأرض وتسيء إلى خلق الله { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ } .