Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 79-80)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن قارون أنه خرج ذات يوم على قومه ، في زينة عظيمة وتجمل باهر ، فلما رآه من يريد الحياة الدنيا ويميل إلى زخارفها وزينتها ، تمنوا أن لو كان لهم مثل الذي أعطي قالوا { يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } أي ذو حظ وافر من الدنيا ، فلما سمع مقالتهم أهل العلم النافع قالوا لهم { وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً } أي جزاء الله لعباده المؤمنين الصالحين في الدار الآخرة خير مما ترون . كما في الحديث الصحيح : " يقول الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرأوا إن شئتم : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } " ، وقوله : { وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ } قال السدي : ولا يُلَقَّى الجنة إلاّ الصابرون ، كأنه جعل ذلك من تمام كلام الذين أوتوا العلم ، وقال ابن جرير : ولا يلقى هذه الكلمة إلاّ الصابرون عن محبة الدنيا الراغبون في الدار الآخرة ، وكأنه جعل ذلك مقطوعاً من كلام أولئك وجعله من كلام الله عزَّ وجلَّ وإخباره بذلك .