Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 41-43)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله ، يرجون نصرهم ورزقهم ويتمسكون بهم في الشدائد ، فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه ، فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلاّ كمن يتمسك ببيت العنكبوت ، فإنه لا يجدي عنه شيئاً ، فلو علموا هذا الحال لما اتخذوا من دون الله أولياء ، وهذا بخلاف المسلم المؤمن قلبه لله ، وهو مع ذلك يحسن العمل في اتباع الشرع ، فإنه متمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها لقوتها وثباتها ، ثم قال تعالى متوعداً لمن عبد غيره وأشرك به : إنه تعالى يعلم ما هم عليه من الأعمال ويعلم ما يشركون به من الأنداد وسيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم ، ثم قال تعالى : { وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ } أي وما يفهمها ويتدبرها إلاّ الراسخون في العلم المتضلعون منه . عن عمرو بن مرة قال : ما مررت بآية من كتاب الله لا أعرفها إلاّ أحزنني لأني سمعت الله تعالى يقول : { وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ } .