Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 5-7)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ ٱللَّهِ } أي في الدار الآخرة وعمل الصالحات ، ورجا ما عند الله من الثواب الجزيل ، فإن سيحقق له رجاءه ، ويوفيه عمله كاملاً موفراً ، فإن ذلك كائن لا محالة لأنه سميع الدعاء ، بصير بكل الكائنات . ولهذا قال تعالى : { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } ، وقوله تعالى : { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } ، كقوله تعالى : { مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ } [ فصلت : 46 ] أي من عمل صالحاً فإنما يعود نفع عمله على نفسه ، فإن الله تعالى غني عن العباد ولو كانوا كلهم على أتقى قلب رجل منهم ، ولهذا قال تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } . قال الحسن البصري : إن الرجل ليجاهد وما ضرب يوماً من الدهر بسيف ، ثم أخبر تعالى أنه مع غناه عن الخلائق جميعهم ، ومع بره وإحسانه بهم ، يجازي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أحسن الجزاء ، وهو أنه يكفِّر عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ، فيقبل القليل من الحسنات ويثيب عليها الواحدة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويجزي على السيئة بمثلها أو يعفو ويصفح ، كما قال تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } [ النساء : 40 ] ، وقال هٰهنا : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } .