Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 64-66)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن حقارة الدنيا وزوالها وانقضائها ، وأنها لا دوام لها وغاية ما فيها لهو ولعب { وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ } أي الحياة الدائمة ، الحق الذي لا زوال له ولا انقضاء ، بل هي مستمرة أبد الآباد ، وقوله تعالى : { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } أي لآثروا ما يبقى على ما يفنى . ثم أخبر تعالى عن المشركين أنهم عند الاضطرار يدعونه وحده لا شريك له ، فلا يكون هذا منهم دائماً { فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } ، كقوله تعالى : { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ } [ الإسراء : 67 ] الآية . وقال هٰهنا : { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } . وقد ذكر محمد ابن إسحاق عن ( عكرمة بن أبي جهل ) أنه لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، ذهب فاراً منها ، فلما ركب في البحر ليذهب إلى الحبشة اضطربت بهم السفينة ، فقال أهلها : يا قوم أخلصوا لربكم الدعاء ، فإنه لا ينجي هٰهنا إلاّ هو ، فقال عكرمة : والله لئن كان لا ينجي في البحر غيره فإنه لا ينجي في البر أيضاً غيره ، اللهم لك عليَّ عهد لئن خرجت لأذهبن فلأضعن يدي في يد محمد ، فلأجدنه رؤوفاً رحيماً ، فكان كذلك . وقوله تعالى : { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُواْ } هذه اللام ( لام العاقبة ) لأنهم لا يقصدون ذلك ولا شك أنها كذلك بالنسبة إليهم ، وأما بالنسبة إلى تقدير الله عليهم ذلك ، وتقييضه إياهم لذلك فهي لام التعليل ، وقد قدمنا تقرير ذلك في قوله : { لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } [ القصص : 8 ] .