Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 41-42)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال ابن عباس وعكرمة : المراد بالبر هٰهنا الفيافي ، وبالبحر الأمصار والقرى ، وفي رواية عنه : البحر الأمصار والقرى ما كان منها على جانب نهر ، وقال آخرون : بل المراد بالبر هو البر المعروف ، وبالبحر هو البحر المعروف ، وعن مجاهد { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } قال : فساد البر قتل ابن آدم ، وفساد البحر أخذ السفينة غصباً ، وقال عطاء : المراد بالبر ما فيه من المدائن والقرى ، وبالبحر جزائره ، والقول الأول أظهر وعليه الأكثرون ؛ ومعنى قوله تعالى : { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ } أي بان النقص في الزروع والثمار بسبب المعاصي ، وقال أبو العالية : من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض ، لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة ، ولهذا جاء في الحديث : " لَحَدٍّ يقام في الأَرض أحب إلى أهلها من أن يمطروا أربعين صباحاً " والسبب في هذا أن الحدود إذا أقيمت انكف الناس عن تعاطي المحرمات ، وإذا تكرت المعاصي كان سبباً في حصول البركات من السماء والأرض ؛ ولهذا إذا نزل عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان ، قيل للأرض : أخرجي بركتك ، فيأكل من الرمانة الفئام من الناس ويستظلون بقحفها ، ويكفي لبن اللَّقْحة الجماعة من الناس ، وما ذاك إلاّ ببركة تنفيذ شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، فكلما أقيم العدل كثرت البركات والخير ، ولهذا ثبت في " الصحيحين " : " أن الفاجر إذا مات يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب " ، وقوله تعالى : { لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ } الآية ، أي يبتليهم بنقص الأموال والأنفس والثمرات اختباراً منه لهم ومجازاة على صنيعهم { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } أي عن المعاصي ، كما قال تعالى : { وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الأعراف : 168 ] ، ثم قال تعالى : { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ } أي من قبلكم ، { كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ } أي فانظروا ما حل بهم من تكذيب الرسل وكفر النعم .