Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 6-7)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر تعالى حال السعداء ، وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه عطف بذكر حال الأشقياء ، الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله ، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء ، بالألحان وآلات الطرب . روى ابن جرير عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه الآية : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } فقال عبد الله ابن مسعود : الغناء ، والله الذي لا إلٰه إلاّ هو ، يرددها ثلاث مرات ، وقال الحسن البصري : نزلت هذه الآية { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } في الغناء والمزامير ، وقيل : أراد بقوله : { يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ } اشتراء المغنيات من الجواري ، قال ابن أبي حاتم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " لا يحل بيع المغنيات ، ولا شراؤهن ، وأكل أثمانهن حرام ، وفيهن أنزل الله عزَّ وجلَّ عليَّ : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } " ، قال الضحّاك : { لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ } يعني الشرك ، وبه قال ابن أسلم ، واختار ابن جرير أنه كل كلام يصد عن آيات الله واتباع سبيله ، وقوله : { لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي إنما يصنع هذا للتخالف للإسلام وأهله ، وقوله تعالى : { وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً } قال مجاهد : ويتخذ سبيل الله هزواً يستهزىء بها ، وقال قتادة : يعني ويتخذ آيات الله هزواً . وقول مجاهد أولى . وقوله : { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي كما استهانوا بآيات الله وسبيله ، أهينوا يوم القيامة في العذاب الدائم المستمر ، ثم قال تعالى : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وَقْراً } أي هذا المقبل على اللهو واللعب والطرب ، إذا تليت عليه الآيات القرآنية ، ولى عنها وأعرض وأدبر ، وتصامم وما به من صمم ، كأنه ما سمعها لأنه يتأذى بسماعها ، إذ لا انتفاع له بها ولا أرب له فيها ، { فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي يوم القيامة يؤلمه كما تألم بسماع كتاب الله وآياته .