Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 4-6)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى أنه خالق الأشياء ، فخلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ، وقد تقدم الكلام على ذلك ، { مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ } أي بل هو المالك لأزمة الأمور ، الخالق لكل شيء ، المدبر لكل شيء ، القادر على كل شيء ، فلا ولي لخلقه سواه ، ولا شفيع إلاّ من بعد إذنه ، { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } يعني أيها العابدون غيره ، المتوكلون على من عداه ، تعالى وتقدس وتنزه أن يكون له نظير أو شريك أو وزير ، لا إلٰه إلاّ هو ولا رب سواه . وقوله تعالى : { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ } أي يتنزل أمره من أعلى السماوات إلى أقصى تخوم الأرض السابعة ، كما قال تعالى : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلأَمْرُ بَيْنَهُنَّ } [ الطلاق : 12 ] الآية ، وترفع الأعمال إلى ديوانها فوق سماء الدنيا ، ومسافة ما بينها وبين الأرض مسيرة خمسمائة سنة ، وسمك السماء خمسمائة سنة ، وقال مجاهد والضحاك : النزول من الملك في مسيرة خمسمائة عام ، وصعوده في مسيرة خمسمائة عام ، ولكنه يقطعها في طرفة عين ، ولهذا قال تعالى : { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ * ذٰلِكَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ } أي المدبر لهذه الأمور الذي هو شهيد على أعمال عباده ، يرفع إليه جليلها وحقيرها وصغيرها وكبيرها ، هو العزيز الذي قد عز كل شيء فقهره وغلبه ، ودانت له العباد والرقاب ، { ٱلرَّحِيمُ } بعباده المؤمنين .