Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 1-2)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن نفسه الكريمة أن له الحمد المطلق في الدنيا والآخرة ، لأنه المنعم المتفضل على أهل الدنيا والآخرة ، المالك لجميع ذلك ، الحاكم في جميع ذلك ، ولهذا قال تعالى : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } أي الجميع ملكه وعبيده وتحت تصرفه وقهره ، كما قال تعالى : { وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ } [ الليل : 13 ] ، ثم قال تعالى : { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلآخِرَةِ } فهو المعبود أبداً ، المحمود على طول المدى ، وقوله تعالى : { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } أي في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره ، { ٱلْخَبِيرُ } الذي لا تخفى عليه خافية ولا يغيب عنه شيء ، وقال الزهري : خبير بخلقه حكيم بأمره ، ولهذا قال عزَّ وجلَّ : { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } أي يعلم عدد القطر النازل في أجزاء الأرض ، والحب المبذور والكامن فيها ، ويعلم ما يخرج من ذلك عدده وكيفيته وصفاته { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } أي من قطر ورزق ، { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } أي من الأعمال الصالحة وغير ذلك ، { وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ } أي الرحيم بعباده فلا يعاجل عصاتهم بالعقوبة { ٱلْغَفُورُ } عن ذنوب التائبين إليه المتوكلين عليه .