Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 28-30)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً } أي إلى جميع الخلائق من المكلفين كقوله تبارك وتعالى : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } [ الأعراف : 158 ] ، { بَشِيراً وَنَذِير } أي تبشر من أطاعك بالجنة ، وتنذر من عصاك بالنار ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ، كقوله عزَّ وجلَّ : { وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } [ يوسف : 103 ] ، { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي ٱلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } [ الأنعام : 116 ] ، قال محمد بن كعب : يعني إلى الناس عامة ، وقال قتادة : أرسل الله تعالى محمداً إلى العرب والعجم ، فأكرمهم على الله تبارك وتعالى أطوعهم لله عزَّ وجلَّ ، وقال ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول : إن الله تعالى فضل محمداً صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وعلى الأنبياء ، قالوا : يا ابن عباس فيم فضله على الأنبياء ؟ قال رضي الله عنه إن الله تعالى قال : { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } [ إبراهيم : 4 ] وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ } فأرسله الله تعالى إلى الجن والإنس ، وهذا كما ثبت في « الصحيحين » ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " ، وفي الصحيح أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بعثت إلى الأسود والأحمر " قال مجاهد : يعني الجن والإنس ، وقال غيره يعني العرب والعجم ، والكل صحيح ، ثم قال عزَّ وجلَّ مخبراً عن الكفار في استبعادهم قيام الساعة : { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } وهذه الآية ، كقوله عزَّ وجلَّ : { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } [ الشورى : 18 ] الآية ، ثم قال تعالى : { قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ } أي لكم ميعاد مؤجل ، لا يزاد ولا ينقص ، فإذا جاء فلا يؤخر ساعة ولا يقدم ، كما قال تعالى : { إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ } [ نوح : 4 ] ، وقال عزَّ وجلَّ : { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ } [ هود : 104 - 105 ] .