Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 40-41)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين : { أَرَأَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي من الأصنام والأنداد ، { أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } أي ليس لهم شيء من ذلك ، ما يملكون من قطمير ، وقوله : { أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّنْهُ } أي أم أنزلنا عليهم كتاباً بما يقولونه من الشرك والكفر ، ليس الأمر كذلك { بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً } أي بل إنما اتبعوا في ذلك أهواءهم وأمانيهم التي تمنوها لأنفسهم ، وهي غرور وباطل وزور ، ثم أخبر تعالى عن قدرته العظيمة ، التي بها تقوم السماء والأرض عن أمره ، وما جعل فيهما من القوة الماسكة لهما فقال : { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ } أي أن تضطربا عن أماكنهما كما قال عزّ وجلّ { وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } [ الحج : 65 ] ، وقال تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ } [ الروم : 25 ] ، { وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ } ، أي لا يقدر على دوامهما وإبقائهما إلا هو ، وهو مع ذلك حليم غفور ، أي يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه ، وهو يحلم فيؤخر وينظم ويؤجل ولا يعجل ، ويستر آخرين ويغفر ، ولهذا قال تعالى : { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } ، وفي " الصحيحين " عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار ، وعمل النهار قبل الليل ، حجابه النور أو النار ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " .