Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 6-10)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى أنه زين السماء الدنيا للناظرين إليها من أهل الأرض بزينة الكواكب ، فالكواكب السيارة والثوابت تضيء لأهل الأرض ، كما قال تعالى : { وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ } [ الملك : 5 ] ، وقال عزّ وجلّ : { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } [ الحجر : 16 - 17 ] ، فقوله جلّ وعلا هٰهنا : { وَحِفْظاً } تقديره : وحفظناها حفظاً : { مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ } يعني المتمرد العاتي ، إذا أراد أن يسترق السمع أتاه شهاب ثاقب فأحرقه ، ولهذا قال جلّ جلاله : { لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ } أي لئلا يصلوا إلى { ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ } وهي السماوات ومن فيها من الملائكة ، كما تقدم بيان ذلك ، ولهذا قال تعالى : { وَيُقْذَفُونَ } أي يرمون { مِن كُلِّ جَانِبٍ } أي من كل جهة يقصدون السماء منها ، { دُحُوراً } أي رجماً يدحرون به ويزجرون ، ويمنعون من الوصول إلى ذلك ويرجمون ، { وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ } أي في الدار الآخرة ، لهم عذاب دائم موجع مستمر ، كما قال جلّت عظمته : { وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ } [ الملك : 5 ] ، وقوله تبارك وتعالى : { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ } أي إلا من اختطف من الشياطين الخطفة ، وهي الكلمة يسمعها من السماء ، فيلقيها إلى الذي تحته ، ويلقيها الآخر إلى الذي تحته ، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها ، ولهذا قال : { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } أي مستنير ، قال ابن عباس : كان للشياطين مقاعد في السماء ، فكانوا يستمعون الوحي ، وكانت النجوم لا تجري ، وكانت الشياطين لا ترمي ، فإذا سمعوا الوحي نزلوا إلى الأرض ، فزادوا في الكلمة تسعاً ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جعل الشيطان إذا قعد مقعده جاءه شهاب فلم يخطئه حتى يحرقه ، فشكوا ذلك إلى إبليس لعنه الله ، فقال : ما هو إلا من أمرٍ حدَث ، فبعث جنوده فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي بين جبلي نخلة ، قال وكيع : يعني بطن نخلة ، فرجعوا إلى إبليس ، فأخبروه ، فقال : هذا الذي حدث .