Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 49-54)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في الدار الآخرة { لَحُسْنَ مَآبٍ } وهو المرجع والمنقلب ، ثم فسره بقوله تعالى : { جَنَّاتِ عَدْنٍ } أي جنات إقامة { مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } والألف واللام هٰهنا بمعنى الإضافة ، كأنه يقول مفتحة لهم أبوابها ، أي إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها ، وقد ورد في ذكر أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة ، وقوله عزّ وجلّ : { مُتَّكِئِينَ فِيهَا } قيل : متربعين على سرير تحت الحجال ، { يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } أي مهما طلبوا وجدوا وأحضر كما أرادوا ، { وَشَرَابٍ } أي من أي أنواعه شاءوا أتتهم به الخدام { بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } [ الواقعة : 18 ] ، { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } أي عن غير أزواجهن فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن { أَتْرَابٌ } أي متساويات في السن والعمر ، { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } أي هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة هي التي وعدها لعباده المتقين ، التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار ، ثم أخبر تبارك وتعالى عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا زوال ولا انقضاء ولا انتهاء فقال تعالى : { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } ، كقوله عزّ وجلّ : { عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [ هود : 108 ] ، وكقوله تعالى : { لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [ فصلت : 8 ] أي غير مقطوع ، وكقوله : { أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ } [ الرعد : 35 ] ، والآيات في هذا كثيرة جداً .