Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 13-16)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : قل يا محمد وأنت رسول الله { إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } وهو يوم القيامة ، ومعناه التعريض بغيره ، بطريق الأولى والأحرى ، { قُلِ ٱللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي * فَٱعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ } ، وهذا أيضاً تهديد ، وتبرٍّ منهم ، { قُلْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ } أي إنما الخاسرون كل الخسران { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي تفارقوا فلا التقاء لهم أبداً ، وسواء ذهب أهلوهم إلى الجنة ، وذهبوا هم إلى النار ، أو أن الجميع أسكنوا النار ، ولكن الاجتماع لهم ولا سرور { أَلاَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } أي هذا هو الخسران المبين ، الظاهر الواضح ، ثم وصف حالهم في النار فقال : { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } ، كما قال عزّ وجلّ : { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } [ الأعراف : 41 ] ، وقال تعالى : { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ العنكبوت : 55 ] وقوله جلّ جلاله : { ذَلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ } أي إنما يقص خبر هذا ليخوف به عباده ، لينزجروا عن المحارم والمآثم ، وقوله تعالى : { يٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ } أي اخشوا بأسي وسطوتي وعذابي ونقمتي .