Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 19-20)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : أفمن كتب الله أنه شقي هل تقدر أن تنقذه مما هو فيه من الضلال والهلاك ؟ أي لا يهديه أحد من بعد الله ، ثم أخبر عزّ وجلّ عن عباده السعداء أن لهم غرفاً في الجنة ، وهي القصور الشاهقة ، { مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ } طباق فوق طباق ، مبنيات محكمات ، مزخرفات عاليات ، وفي الصحيح : " إن في الجنة لغرفاً يرى بطونها من ظهورها ، وظهورها من بطونها ، فقال أعرابي : لمن هي يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وصلى بالليل والناس نيام " " وروى الإمام أحمد ، عن سهل بن سعد رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة كما تراءون الكواكب في أفق السماء " " وروى الإمام أحمد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قلنا يا رسول الله ! إنا إذا رأيناك رقت قلوبنا ، وكنا من أهل الآخرة ، فإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا ، وشممنا النساء والأولاد ، قال صلى الله عليه وسلم : " لو أنكم تكونون على كل حال ، على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ، ولو لم تذنبوا لجاء الله عزّ وجلّ بقوم يذنبون كي يغفر لهم " قلنا : يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : لبنة ذهب ولبنة فضة ، وبلاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزغفران ، من يدخلها ينعم ولا يبأس ، ويخلد ولا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم تحمل على الغمام ، وتفتح لها أبواب السماوات ، ويقول الرب تبارك وتعالى : " وعزتي لأنصرك ولو بعد حين " " وقوله تعالى : { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } أي تسلك الأنهار بين خلال ذلك كما شاءوا ، وأين أرادوا { وَعْدَ ٱللَّهِ } أي هذا الذي ذكرناه وعد وعده الله عباده المؤمنين { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } [ الرعد : 31 ] .