Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 36-40)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى : { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } يعني أنه تعالى يكفي من عبده وتوكّل عليه ، وفي الحديث : " أفلح من هدي إلى الإسلام ، وكان عيشه كفافاً ، وقنع به " { وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } يعني المشركين يخوفون الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويتوعدونه بأصنامهم وآلهتهم ، التي يدعونها من دون الله جهلاً منهم وضلالاً ، ولهذا قال عزّ وجلّ : { وَمَن يُضْـلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ * وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي ٱنتِقَامٍ } أي منيع الجناب لا يضام من استند إلى جنابه ، ولجأ إلى بابه ، فإنه العزيز الذي لا أعز منه ، ولا أشد انتقاماً منه ، ممن كفر به وأشرك وعاند رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقوله تعالى : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } يعني المشركين كانوا يعترفون بأن الله عزّ وجلّ هو الخالق للأشياء كلها ، ومع هذا يعبدون معه غيره ، مما لا يملك لهم ضراً ولا نفعاً ، ولهذا قال تعالى : { قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ } ؟ أي لا تستطيع شيئاً من الأمر ، وفي الحديث : " احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " الحديث . { قُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ } أي الله كافي ، { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } [ يوسف : 67 ] ، كما قال ( هود ) عليه الصلاة والسلام : { إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ هود : 56 ] ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : " من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله تعالى ، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله عزّ وجلّ أوثق منه بما في يديه ، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله عزّ وجلّ " ، وقوله تعالى : { قُلْ يٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُـمْ } أي على طريقتكم ، وهذا تهديد ووعيد ، { إِنِّي عَامِلٌ } أي على طريقي ومنهجي ، { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } أي ستعلمون غبّ ذلك ووباله ، { مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } أي في الدنيا ، { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } أي دائم مستمر ، لا محيد له عنه ، وذلك يوم القيامة ، أعاذنا الله منها .