Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 51-53)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه مقامات الوحي بالنسبة إلى جناب الرب جل وعلا ، فتارة يقذف في روع النبي صلى الله عليه وسلم وحياً لا يتمارى فيه أنه من الله عزّ وجلّ ، كما جاء في " صحيح ابن حبان " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب " ، وقوله تعالى : { أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } أي كما كلّم موسى عليه الصلاة والسلام ، فإنه سأل الرؤية بعد التكليم فحجب عنها . وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما : " ما كلّم الله أحداً إلا من وراء حجاب وإنه كلَّم أباك كفاحاً " كذا جاء في الحديث ، وكان قد قتل يوم أُحُد ولكن هذا في عالم البرزخ ، والآية إنما هي في الدار الدنيا . وقوله عزّ وجلّ : { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ } كما ينزل جبريل عليه الصلاة والسلام وغيره من الملائكة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، { إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } فهو علي عليم ، خبير حكيم . وقوله عزّ وجلّ : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } يعني القرآن ، { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ } أي على التفصيل الذي شرع لك في القرآن ، { وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ } أي القرآن { نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا } ، كقوله تعالى : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى } [ فصلت : 44 ] الآية ، وقوله تعالى : { وَإِنَّكَ } أي يا محمد { لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } وهو الخلق القويم ، ثم فسره بقوله تعالى : { صِرَاطِ ٱللَّهِ } أي شرعه الذي أمر به الله ، { ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } أي ربهما ومالكهما والمتصرف فيهما والحاكم الذي لا معقب لحكمه ، { أَلاَ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلأُمُورُ } أي ترجع الأمور فيفصلها ويحكم فيها ، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً .