Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 46-50)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى مخبراً عن عبده ورسوله { مُوسَىٰ } عليه الصلاة والسلام ، أنه ابتعثه إلى فرعون وملئه ، من الأمراء والوزراء والقادة والأتباع من القبط وبني إسرائيل ، يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وأنه بعث معه آيات عظاماً كيده وعصاه ، وما أرسل معه من الطوفان والجراد والقمَّل والضفادع والدم ، ومن نقص الزروع والأنفس والثمرات ، ومع هذا كله استكبروا عن اتباعها والانقياد لها ، وضحكوا ممن جاءهم بها ، { وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا } ومع هذا ما رجعوا عن غيهم وضلالهم ، وجهلهم وخبالهم ، وكلما جاءتهم آية من هذه الآيات يضرعون إلى موسى عليه السلام ، ويتلطفون له في العبارة بقولهم : { يَٰأَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ } أي العالم ، وكان علماء زمانهم هم السحرة ولم يكن السحر في زمانهم مذموماً عندهم ، ففي كل مرة يعدون موسى عليه السلام إن كشف عنهم هذا أن يؤمنوا به ويرسلوا معه بني إسرائيل ، وفي كل مرة ينكثون ما عاهدوا عليه ، وهذا كقوله تبارك وتعالى : { وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ * فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } [ الأعراف : 134 - 135 ] .