Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 16-20)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يذكر تعالى ما أنعم به على بني إسرائيل ، من إنزال الكتب عليهم . وإرسال الرسل إليهم ، وجعله الملك فيهم ، ولهذا قال تبارك وتعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } أي من المآكل والمشارب ، { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى ٱلْعَالَمينَ } أي في زمانهم { وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ } أي حججاً وبراهين وأدلة قاطعات ، ثم اختلفوا بعد ذلك من بعد قيام الحجة ، وإنما كان ذلك بغياً منهم { إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { يَقْضِي بِيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } أي سيفصل بينهم بحكمه العدل ، وهذا فيه تحذير لهذه الأمة ، أن تسلك مسلكهم ، وأن تقصد منهجهم ، ولهذا قال جلّ وعلا : { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا } أي اتبع ما أوحي إليك من ربك وأعرض عن المشركين ، وقال جل جلاله هٰهنا : { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } أي وماذا تغني عنهم ولايتهم لبعضهم بعضاً ؟ فإنهم لا يزيدونهم إلا خساراً ودماراً وهلاكاً ، { وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلْمُتَّقِينَ } وهو تعالى يخرجهم من الظلمات إلى النور ، ثم قال عزّ وجلّ : { هَـٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ } يعني القرآن { وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } .