Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 6-11)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { تَلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ } يعني القرآن بما فيه من الحجج والبينات { نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ } أي متضمنة الحق من الحق ، فإذا كانوا لا يؤمنون بها ولا ينقادون لها { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ } ؟ ثم قال تعالى { وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } أفاك في قوله أي كذاب { أَثِيمٍ } في فعله وقلبه كافر بآيات الله ، ولهذا قال : { يَسْمَعُ آيَاتِ ٱللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ } أي تقرأ عليه { ثُمَّ يُصِرُّ } أي على كفره وجحوده ، استكباراً وعناداً { كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } كأنه ما سمعها { فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي فأخبره أن له عند الله تعالى يوم القيامة عذاباً أليماً موجعاً ، { وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً ٱتَّخَذَهَا هُزُواً } أي إذا حفظ شيئاً من القرآن كفر به ، واتخذه سخرياً وهزواً { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي في مقابلة ما استهان بالقرآن واستهزأ به ، ولهذا " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو " ، ثم فسر العذاب الحاصل له يوم معاده فقال { مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ } أي كل من اتصف بذلك سيصيرون إلى جهنم يوم القيامة { وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ شَيْئاً } أي لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم ، { وَلاَ مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ } أي ولا تغني عنهم الآلهة التي عبدوها من دون الله شيئاً { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ، ثم قال تبارك وتعالى : { هَـٰذَا هُدًى } يعني القرآن { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } وهو المؤلم الموجع ، والله سبحانه وتعالى أعلم .