Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 28-29)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عن أبي موسى الأشعري قال ، " قال رسول الله صلى الله عليه سلم : " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه وآمن بي فله أجران ، وعبد مملوك أدى حق الله وحق مواليه فله أجران ، ورجل أدّب أَمَتَهُ فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران " وقال سعيد بن جبير : لما افتخر أهل الكتاب بأنهم يؤتون أجرهم مرتين أنزل الله تعالى عليه هذه الآية في حق هذه الأمة : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ } أي ضعفين { مِن رَّحْمَتِهِ } ، وزادهم { وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ } يعني هدى يتبصر به من العمى والجهالة { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } ففضلهم بالنور والمغفرة . وهذه الآية كقوله تعالى : { يِا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } [ الأنفال : 29 ] ، ومما يؤيد هذا القول ما رواه الإمام أحمد ، عن ابن عمر قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالاً فقال : من يعمل لي من صلاة الصبح إلى نصف النهار على قيراط قيراط ؟ ألا فعملت اليهود ، ثم قال : من يعمل لي من صلاة الظهر إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ ألا فعملت النصارى ، ثم قال : من يعمل لي من صلاة العصر إلى غروب الشمس على قيراطين قيراطين ؟ ألا فأنتم الذين عملتم ، فغضبت النصارى واليهود ، وقالوا : نحن أكثر عملاً وأقل عطاء ، قال : هل ظلمتكم من أجركم شيئاً ؟ قالوا : لا ، قال : فإنما هو فضلي أوتيه من أشاء " وروى البخاري ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استعمل قوماً يعملون له عملاً ، يوماً إلى الليل على أجر معلوم ، فعملوا إلى نصف النهار ، فقالوا : لا حاجة لنا في أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل ، فقال لهم : لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملاً ، فأبوا وتركوا ، واستأجر آخرين بعدهم ، فقال : أكملوا يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر ، فعملوا حتى إذا كان حين صلوا العصر ، قالوا : ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه ، فقال : أكملوا بقية عملكم ، فإنما بقي من النهار شيء يسير فأبوا ، فاستأجر قوماً أن يعملوا له بقية يومهم ، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس فاستكملوا أجرة الفريقين كليهما ، فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور " ولهذا قال تعالى : { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ } أي ليتحققوا أنهم لا يقدرون على رد ما أعطاه الله ولا إعطاء ما منع الله ، { وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } . قال ابن جرير : { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } أي ليعلم ، وعن ابن مسعود أنه قرأها : لكي يعلم لأن العرب تجعل ( لا ) صلة في كل كلام دخل في أوله أو آخره جحد غير مصرح ، فالسابق كقوله : { مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ } [ الأعراف : 12 ] ، { وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ الأنعام : 109 ] .