Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 153-153)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن عباس في قوله : { وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والتفرقة ، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله ، وقال الإمام أحمد بن حنبل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده ثم قال : " هذا سبيل الله مستقيماً " ، وخط عن يمينه وشماله ثم قال : " هذه السبل ليس منها سبيل إلاّ عليه شيطان يدعو إليه " ، ثم قرأ : { وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } " وعن جابر قال : " كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطاً هكذا أمامه فقال : " هذا سبيل الله " وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال : " هذه سبل الشيطان " ، ثم وضع يده في الخط الأوسط ، ثم تلا هذه الآية : { وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } " وعنه قال : " خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً ، وخط عن يمينه خطاً ، وخط عن يساره خطاً ، ووضع يده على الخط الأوسط ، وتلا هذه الآية : { وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ } " قال ابن جرير عن أبان بن عثمان أن رجلاً قال لابن مسعود : ما الصراط المستقيم ؟ قال تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفه في الجنة ، وعن يمينه جواد ، وعن يساره جواد ، ثم رجال يدعون من مر بهم ، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار ، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة ، ثم قرأ ابن مسعود : { وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } الآية ، وعن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً ، وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول : يا أيها الناس هلم أدخلوا الصراط المستقيم جميعاً ، ولا تفرقوا وداع يدعو من فوق الصراط ، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال : ويحك لا تفتحه ، فإنك إن فتحته تلجه ، فالصراط الإسلام ، والسوران حدود الله ، والأبواب المفتحة محارم الله ، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله ، والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم " وقوله تعالى : { فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ } إنما وحد سبيله لأن الحق واحد ، ولهذا جمع السبل لتفرقها وتشعبها كما قال تعالى : { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَاتِ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ، وقال ابن أبي حاتم عن عبادة بن الصامت قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث " ، ثم تلا : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } حتى فرغ من ثلاث آيات ، ثم قال : " ومن وفى بهن فأجره على الله ، ومن انتقص منهن شيئاً فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته ، ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء أخذه وإن شاء عفا عنه " " .