Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 160-160)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذه الآية الكريمة مفصلة لما أجمل في الآية الأخرى ، وهي قوله : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } [ النمل : 89 ، القصص : 84 ] ، وقد وردت الأحاديث مطابقة لهذه الآية ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى : " إن ربكم عزَّ وجلَّ رحيم ، من همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشراً إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة ، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له واحدة أو يمحوها الله عزَّ وجلَّ ، ولا يهلك على الله إلاّ هالك " وقال أحمد أيضاً عن أبي ذر رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله عزَّ وجلَّ من عمل حسنة فله عشر أمثالها وأزيد ، ومن عمل سيئة فجزاؤه مثلها أو أغفر ، ومن عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئاً جعلت له مثلها مغفرة ، ومن اقترب إليَّ شبراً اقتربت إليه ذراعاً ، ومن اقترب إلي ذراعاً اقتربت إليه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة " ، واعلم أن تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة أقسام : تارة يتركها لله ، فهذا تكتب له حسنة على كفه عنها لله تعالى وهذا عمل ونية ، ولهذا جاء أنه يكتب له حسنة كما جاء في بعض ألفاظ الصحيح ، فإنما تركها من جرائي أي من أجلي ، وتارة يتركها نسياناً وذهولاً عنها فهذا لا له ولا عليه لأنه لم ينو خيراً ولا فعل شراً ، وتارة يتركها عجزاً وكسلاً عنها بعد السعي في أسبابها والتلبس بما يقرب منها ، فهذا بمنزلة فاعلها كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " قالوا : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : " إنه كان حريصاً على قتل صاحبه " " . وعن خريم بن فاتك الأسدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الناس أربعة والأعمال ستة . فالناس موسع له في الدنيا والآخرة ، وموسع له في الدنيا مقتور عليه في الآخرة ، ومقتور عليه في الدنيا موسع له في الآخرة ، وشقي في الدنيا والآخرة ، والأعمال موجبتان ، ومثل بمثل ، وعشرة أضعاف وسبعمائة ضعف ، فالموجبتان من مات مسلماً مؤمناً لا يشرك بالله شيئاً وجبت له الجنة ، ومن مات كافراً وجبت له النار ، ومن هم بحسنة فلم يعملها فعلم الله أنه قد أشعرها قلبه وحرص عليها كتبت له حسنة ، ومن هم بسيئة لم تكتب عليه ومن عملها كتبت واحدة ولم تضاعف عليه ، ومن عمل حسنة كانت عليه بعشر أمثالها ، ومن أنفق نفقة في سبيل الله عزَّ وجلَّ كانت بسبعمائة ضعف " ، وقال ابن أبي حاتم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يحضر الجمعة ثلاثة نفر : رجل حضرها بلغو فهو حظه منها ، ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله فإن شاء أعطاه وإن شاء منعه ، ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحداً فهو كفارة له إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام ، وذلك لأن الله عزَّ وجلَّ يقول : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } " وقال الحافظ الطبراني عن أبي مالك الأشعري قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام ، وذلك لأن الله تعالى قال : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } " والأحاديث والآثار في هذا كثيرة جداً وفيما ذكر كفاية إن شاء الله وبه الثقة .