Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 66, Ayat: 11-12)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا مثل ضربه الله للمؤمنين ، أنهم لا تضرهم مخالطة الكافرين إذا كانوا محتاجين إليهم ، كما قال تعالى : { إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً } [ آل عمران : 28 ] قال قتادة : كان فرعون أعتى أهل الأرض وأكفرهم ، فوالله ما ضر امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربها ، ليعلموا أن الله تعالى حكم عدل لا يؤاخذ أحداً إلاّ بذنبه ، وروى ابن جرير ، عن سلمان قال : كانت امرأة فرعون تعذب في الشمس ، فإذا انصرف عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها ، وكانت ترى بيتها في الجنة ، فقولها : { رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ } قال العلماء : اختارت الجار قبل الدار ، { وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ } أي خلصني منه فإني أبرأ إليك من عمله { وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } وهذه المرأة هي ( آسية بنت مزاحم ) رضي الله عنها ، عذَّبها فرعون فشدَّ يديها ورجليها بالأوتاد وهي صابرة ، فرأت بيتها في الجنة فضحكت حين رأته ، فقال فرعون : ألا تعجبون من جنونها ! إنا نعذّبها وهي تضحك ، فقبض الله روحها في الجنة رضي الله عنها ، وقوله تعالى : { وَمَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَانَ ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } أي حفظته وصانته ، والإحصان : هو العفاف والحرية { فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا } أي بواسطة الملك وهو ( جبريل ) فإن الله بعثه إليها فتمثل لها في صورة بشر سوي ، وأمره الله تعالى أن ينفخ فيه بِفيهِ في جيب درعها ، فنزلت النفخة فولجت في فرجها ، فكان منه الحمل بعيسى عليه السلام ، ولهذا قال تعالى : { فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ } أي بقدره وشرعه ، { وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَانِتِينَ } . وفي الصحيحين ، عن أبي موسى الأشعري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلاّ آسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " .