Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 115-116)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذه مبارزة من السحرة لموسى عليه السلام في قولهم : { إِمَّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ } أي قبلك ، كما قال في الآية الأخرى : { إِمَّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ } [ طه : 65 ] ، فقال لهم موسى عليه السلام : ألقوا أي أنتم أولاً ، قيل : الحكمة في هذا - والله أعلم - ليرى الناس صنيعهم ويتأملوه ، فإذا فرغوا من بهرجهم ، جاءهم الحق الواضح الجلي بعد التطلّب له والانتظار منهم لمجيئه ، فيكون أوقع في النفوس ، وكذا كان ، ولهذا قال تعالى : { فَلَمَّآ أَلْقُوْاْ سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ } أي خيلوا إلى الأبصار أن ما فعلوه له حقيقة في الخارج ، ولم يكن إلا مجرد صنعة وخيال ، كما قال تعالى : { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ } [ طه : 66 ] . قال ابن عباس : ألقوا حبالاً غلاظاً وخشباً طوالاً قال : فأقبلت يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ، وقال محمد بن إسحاق : ألقى كل رجل منهم ما في يده من الحبال والعصي : فإذا حيات كأمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضاً . وقال السدي : كانوا بضعة وثلاثين ألف رجل ، ليس رجل منهم إلا ومعه حبل وعصا ، { فَلَمَّآ أَلْقُوْاْ سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ } يقول : فرقوهم أي من الفرق ، حتى جعل يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ، ولهذا قال تعالى : { وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } .