Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 22-23)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عن ابن عباس قال : كانت الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته السنبلة ، فلما أكلا منها بدت لهما سوآتهما ، وكان الذي وارى عنهما من سوآتهما أظفارهما ، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ورق التين ، يلزقان بعضه إلى بعض ، فانطلق آدم عليه السلام مولياً في الجنة ، فعلقت برأسه شجرة من الجنة ، فناداه الله : يا آدم أمني تفر ؟ قال : لا ، ولكني أستحييك يا رب ، قال : أما كان لك فيما منحتك وأبحتك منها مندوحة عما حرمت عليك ؟ قال : بلى يا رب ، ولكن وعزتك ما حسبت أن أحداً يحلف بك كاذباً ، قال : وهو قول الله عزّ وجلّ { وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ } [ الأعراف : 21 ] قال : فبعزتي لأهبطنك إلى الأرض ، ثم لا تنال العيش إلا كداً قال : فاهبط من الجنة ، وكانا يأكلان منها رغداً فأهبط إلى غير رغد من طعام وشراب ، فعلم صنعة الحديد ، وأمر بالحرث ، فحرث وزرع ثم سقى ، حتى إذا بلغ حصد ، ثم داسه ثم ذراه ، ثم طحنه ، ثم عجنه ، ثم خبزه ، ثم أكله ، فلم يبلغه حتى بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ ، وقال سعيد بن جبير عبن ابن عباس { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } قال : ورق التين ، وقال مجاهد : جعلا يخصفان عليهما من ورق الجنة قال كهيئة الثوب ، وقال وهب بن منبه في قوله : { يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا } [ الأعراف : 27 ] قال : كان لباس آدم وحواء نوراً على فروجهما ، لا يرى هذا عورة هذه ، ولا هذه عورة هذا ، فلما أكلا من الشجر بدت لهما سوآتهما . وقال قتادة : قال آدم : أي رب أرأيت إن تبت واستغفرت ، قال : إذاً أدخلك الجنة ، وأما إبليس فلم يسأله التوبة وسأله النظرة ، فأعطى كل واحد منهما الذي سأله . وقال ابن جرير عن ابن عباس قال : لما أكل آدم من الشجرة قيل له : لم أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها ؟ قال : حواء أمرتني ، قال : فإني قد أعقبتها أن لا تحمل إلا كُرهاً ، ولا تضع إلا كُرهاً ، قال : فرنت عند ذلك حواء ، فقيل لها : الرنة عليك وعلى ولدك ؛ وقال الضحاك بن مزاحم في قوله : { رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه .