Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 83-84)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : فأنجينا لوطاً وأهله ولم يؤمن به أحد منهم سوى أهل بيته فقط ، كما قال تعالى : { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [ الذاريات : 35 - 36 ] إلا امرأته فإنها لم تؤمن به ، بل كانت على دين قومها تمالئهم عليه ، وتعلمهم بمن يقدم عليه من ضيفانه بإشارات بينها وبينهم ، ولهذا لما أمر لوط عليه السلام ليسري بأهله أمر أن لا يعلمها ولا يخرجها من البلد ، ومنهم من يقول بل اتبعتهم ، فلما جاء العذاب التفتت هي ، فأصابها ما أصابهم ، والأظهر أنها لم تخرج من البلد ولا أعلمها لوط بل بقيت معهم ، ولهذا قال هٰهنا : { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } أي الباقين ، وقيل من الهالكين وهو تفسير باللازم ، وقوله : { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً } مفسر بقوله : { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } [ هود : 82 - 83 ] ، ولهذا قال : { فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي انظر يا محمد كيف كان عاقبة من يجترئ على معاصي الله عزَّ وجلَّ ويكذب رسله ، وقد ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى اللائط يلقى من شاهق ويتبع بالحجارة كما فعل بقوم لوط ، وذهب آخرون من العلماء إلى أنه يرجم سواء كان محصناً أو غير محصن ، وهو أحد قولي الشافعي رحمه الله ، والحجة ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به " وقال آخرون : هو كالزاني فإن كان محصناً رجم ، وإن لم يكن محصناً جلداً مائة جلدة ، وهو القول الآخر للشافعي ، وأما إتيان النساء في الأدبار فهو اللوطية الصغرى ، وهو حرام بإجماع العلماء إلا قولاً شاذاً لبعض السلف .