Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 1-4)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن نوح عليه السلام ، أنه أرسله إلى قومه ، آمراً له أن ينذرهم بأس الله قبل حلوله بهم ، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم ، ولهذا قال تعالى : { أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } أي بيّن النذارة ، ظاهر الأمر واضحه { أَنِ ٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ } أي اتركوا محارمه واجتنبوا مآثمه ، { وَأَطِيعُونِ } فيما آمركم به وأنهاكم عنه ، { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } أي إذا فعلتم ما آمركم به وصدقتم ما أرسلت به إليكم غفر الله لكم ذنوبكم ، { وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي يمد في أعماركم ويدرأ عنكم العذاب ، وقد يستدل بهذه الآية من يقول : إن الطاعة والبر وصلة الرحم يزاد بها في العمر حقيقة ، كما ورد به الحديث : " صلة الرحم تزيد في العمر " ، وقوله تعالى : { إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي بادروا بالطاعة قبل حلول النقمة ، فإنَّ أمره تعالى لا يرد ولا يمانع ، فإنه العظيم الذي قد قهر كل شيء ، العزيز الذي دانت لعزته جميع المخلوقات .