Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 74-75)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر تعالى حكم المؤمنين في الدنيا ، عطف بذكر مالهم في الآخرة ، فأخبر عنهم بحقيقة الإيمان ، وأنه سبحانه سيجازيهم بالمغفرة والصفح عن الذنوب إن كانت ، وبالرزق الكريم وهو الحسن الكثير الطيب الشريف الذي لا ينقطع ولا ينقضي ، ولا يسأم ولا يمل لحسنه وتنوعه ، ثم ذكر أن الأتباع لهم في الدنيا على ما كانوا عليه من الإيمان والعمل الصالح فهم معهم في الآخرة كما قال : { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ } [ التوبة : 100 ] الآية . وقال : { وَٱلَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ } [ الحشر : 10 ] الآية ، وفي الحديث المتفق عليه : " المرء مع من أحب " ، وفي الحديث الآخر : " ومن أحب قوماً فهو منهم " وفي رواية : " حشر معهم " ، وأما قوله تعالى : { وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } أي في حكم الله ، وليس المراد بقوله : { وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ } خصوصية ما يطلقه علماء الفرائض ، على القرابة الذين لا فرض لهم ولا هم عصبة ، بل يدلون بوارث كالخالة والخال والعمة ونحوهم ، كما قد يزعمه بعضهم . بل الحق أن الآية عامة تشمل جميع القرابات . كما نص عليه عليه ابن عباس ومجاهد وعكرمة وغير واحد . على أنها ناسخة للإرث بالحلف والإخاء اللذين كانوا يتوارثون بهما أولاً ، وعلى هذا فتشمل ذوي الأرحام بالاسم الخاص والله أعلم .