Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 29-36)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن المجرمين ، أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين ، أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم ، وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم أي محتقرين لهم { وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ } أي وإذا انقلب : أي رجع هؤلاء المجرمون إلى منازلهم انقلبوا إليها فاكهين ، أي مهما طلبوا وجدوا ، ومع هذا ما شكروا نعمة الله عليهم ، بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحقرونهم ويحسدونهم { وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ } أي لكونهم على غير دينهم ، قال الله تعالى : { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } أي وما بعث هؤلاء المجرمون ، حافظين على هؤلاء المؤمنين ، ما يصدر منهم من أعمالهم وأقوالهم ، ولا كلفوا بهم ، فلم اشتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم ؟ كما قال تعالى : { إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ * فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } [ المؤمنون : 109 - 110 ] ، ولهذا قال هٰهنا : { فَٱلْيَوْمَ } يعني يوم القيامة { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } أي في مقابلة ما ضحك بهم أولئك { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } أي إلى الله عزَّ وجلَّ ، ينظرون إلى ربهم في دار كرامته ، وقوله تعالى : { هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } ؟ أي هل جوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين ، من الاستهزاء والسخرية أم لا ؟ يعني قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمه وأكمله .